إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

45 ـ أحمد شوقي (1258 ـ 1351هـ، 1842 ـ 1932م)

من أعلام الشعر العربي في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. ولد في القاهرة، من عائلة تلتقي فيها الدماء العربية والكردية والتركية والشركسية واليونانية. وتعلم في الكُتّاب، ثم في المدارس الابتدائية والثانوية الحكومية، ثم التحق في مدرسة الحقوق قسم الترجمة. وعيّنه الخديوي توفيق في خدمته، ثم أرسله في بعثة دراسية إلي مونبليه في فرنسا، فتابع دراسة الحقوق، واطّلع علي الأدب الفرنسي. وكان أثناء دراسته الحقوق في مصر وفرنسا، مكباً علي دراسة الشعر العربي، وكان يُرسِل قصائده من فرنسا في مديح الخديوي توفيق،

وكانت تلقي صدى من القراء والأدباء في مصر. وعاد أحمد شوقي إلي مصر سنة 1891م، فعُين رئيساً للقلم الأفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وفي سنة 1896م نُدِب لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين في جنيف، وعاد بعد ذلك لمصر، وعاش مرحلة في حياته كان فيها شاعر القصر. وكان في سعة من العيش بسبب صلته بالخديوي، ومن جاء بعده. وأصبح بيته مقصداً لذوي الحاجات بسبب موقعه في القصر، وكان فخوراً بذلك. واستمرت العلاقة قوية بينه وبين الخديوي عباس حلمي حتى عُزل الخديوي سنة 1914م، فنُفي أحمد شوقي إلي الأندلس، عام 1915م، بسبب علاقته بالخديوي. ثم عاد إلي مصر عام 1919م، وعُين عضواً في مجلس الشيوخ، وأصبح أشد التصاقاً بالشعب، وأكثر تعبيراً عن آرائه وآماله، بعد أن تحرر من قيود القصر. وتُعد مرحلة ما بعد النفي، أغزر فترات حياته إنتاجاً. فقد كثرت فيها قصائد المناسبات الاجتماعية والوطنية، كما اتجه إلي كتابة المسرحيات المستمدة من التاريخ. وفي عام 1927 اجتمع شعراء الأمة العربية في القاهرة وبايعوه بإمارة الشعر، فلُقّب "أمير الشعراء"، وسمي منزله "كرمة ابن هاني". ترك أحمد شوقي آثاراً أدبية كثيرة، منها ديوانه (الشوقيات)، في أربعة مجلدات، ومُؤَلَف "دول العرب وعظماء الإسلام" في تاريخ الإسلام وعظمائه منذ عهد النبوة إلي عهد الفاطميين، وعدداً من المسرحيات الشعرية، منها "مصرع كليوباترا" و"مجنون ليلي" و"عنترة". وله في النثر كتاب (أسواق الذهب). ولعل من أشهر قصائده "أندلسياته"، هذا فضلاً عن همزيته في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم التى مطلعها:

وُلد الهدى فالكائنات ضياء

وفم الزمان تبُّسم وثناءُ

توفي في القاهرة عام 1932.